مجزوءة الفلسفة


مجزوءة الفلسفة المحور األول نشأة الفلسفة تقديم إشكالي الفلسفة أو فيلوسوفياأين ظهرت ومتى ظهرت لماذا ظهرت في هذا البلد وليس في ذاك لماذا في هذا الزمان دون غيره من األزمنة ماهي الشروط التي ساهمت في بروز هذا النمط من التفكير وفي انتشاره وكيف تم االنتقال من التفكير األسطوري إلى التفكير الفلسفي ثم ما هو الجديد الذي حملته الفلسفة بصفة عامة معها بالقياس إلى أنواع التفكير التي كانت سائدة آنذاك كيف نفسر فعل نشأة الفلسفة وانتشارها هل بالحروب أم بالهجرات أم بالثقافة السائدة آنذاك أم بشكل النظام السياسي واالقتصادي أم ببنية المدينة اليونانية وخصوصيات تركيبتها أم ماذا يتكون إطار نشأة الفلسفة من ثالثة مجاالت هي quotاللغةquot و quotالمكانquot و quotالزمانquot وترتبط هذه المجاالت باليونان القديمة ففي بالد اليونان وفي بداية القرن السادس قبل الميالد وفي المدينتين أثينا وملطية اليونانيتين ظهر بعض المفكرين الذين لم يهتموا باألحداث والمظاهر ولكن بالمبادئ الكامنة وراء مختلف األشياء وكان يطلق على هؤالء اسم حكماء طبيعيين هؤالء الحكماء الطبيعيون الذين اندهشوا من التغير الذي يطرأ على األشياء األمر الذي دفعهم إلى البحث عن طبيعة تلك المبادئ بإرجاع المتعدد إلى الواحد والمتغير الى الثابت وهذا ما حاولنيتشه أن يبرزه في النص ص15 إال أن صفة الحكمة ال تنحصر في الحضارات اليونانية وحدها بل سبقتها إلى ذلك حضارات وشعوب أخرى في الشرق القديم الصين الهند غير أن تلك الحكمة ارتبطت عندهم باألساطير والمقدسات الدينية فقط وليس بالطبيعة كما حصل عند حكماء اليونان األوائل كان أول هؤالء طاليس الملطي الذي أرجع أصل األشياء كلها إلى عنصر واحد هو الماء أما بالنسبة النكسماندر فقد اعتبر quotالالنهائيquot هو العنصر األولي في الطبيعة أما أنكسماس فقد قال بالهواء في حين قال هيراقليطس بالنار كعنصر أولي وهكذا فمنذ بداية ظهور الحكمة يستبين أنها جاءت معارضة لألساطير المفسرة ألصل العالم لذا قدمت نفسها على شكل علم ومعرفة حقيقية بالطبيعة هذه المعرفة هي التي سمحت لإلنسان أن يحتل مكانه الحقيقي بين اآللهة والحيوانات في قلب العناصر الطبيعيةوفي القرن الرابع قبل الميالد سيتم االنتقال من الحكمة إلى الفلسفة مع سقراط الذي يرجع إليه الفضل في إرساء أسس التفكير الفلسفي القائم على الحوار التوليدي ورغم أن سقراط لم يخلف أثرا مكتوبا إال أن أفالطون احد تالمذته هو الذي خلده من خالل محاوراته الشهيرة وهكذا جاءت الفلسفة في بدايتها األولى في القرن السادس قبل الميالد لمعارضة ومواجهة األسطورة ليحل اللوغوس Logos وهو كلمة يونانية تعني الخطاب المبدأ العقل والعلم محل الميتوس Mythos وهو كلمة يونانية تعني األسطورة وهكذا سيحل اللوغوس الذي يستعمل البرهان من خالل توظيف الحجة محل الميتوس الذي يستعمل فيه السرد الخيالي فاللوغوس ظهر بشكل بارز مع ظهور الخطاب المكتوب الذي يعتمد العقالنية والصرامة المنطقية والحجة والبرهان وهذا ما يذهب إلى تأكيده جون بيير فرنان باإلضافة إلى هذه العوامل هناك عامل آخر أساسي في ظهور نظام سياسي هو نظام الدولة المدينة حيث كانت تعتبر الساحة العمومية Agora قلبها النابض
وفي هذه الساحة كان اللقاء يتم بين المواطنين لتبادل الرأي والمشورة ومناقشة كل قضاياهم الفكرية والسياسية واالجتماعية وكذا االستمتاع بالمسرح والفنون عامة مما أشاع الثقافة والمعرفة بين مواطني المدينة ومن تم أصبحت السلطة والمعرفة شأنا عاما بعد أن كانت حكرا على عائالت واسر معينة وهكذا أظهرت الديموقراطية كنظام يحافظ على السير العام للمجتمع وقد ساهم إلى جانب المدينة الدولة انفتاح المدن اليونانية وخاصة منها أثينا نظرا لموقعها الجغرافي على الدول المجاورة يفضل مينائها التجاري الذي يبوئها مكانة إستراتيجية بعد انتهاء الحروب وسيادة السلم عقب ذلك في تطور وانتشار الفلسفة إن تضافر هذين الشرطين سيساهم إلى جانب عوامل أخرى في إرساء دعائم الفلسفة في بالد اليونان وانتقالها فيما بعد إلى مراكز أخرى وإذا حاولنا تحديد اإلطار اللغوي لنشأة الفلسفة فإننا سنجد أن الفلسفة philosophie هي لفظة يونانية مركبة من كلمتين هما فيليا Philia وتعني محبمحبة وصوفياSophia وتعني حكمة أي محبة الحكمة Philosophia ويعتبر فيتاغورس وهو عالم رياضيات وفيلسوف يوناني في القرن السادس قبل الميالد أول من أطلق عليها هذا االسم وأول من أراد لنفسه أن يكون محبا للحكمة المحور الثاني محطات في تطور الفلسفة أألشكال المحوري هل تعد الفلسفة اليونانية هي الشكل الواحد األوحد الذي عرفه تاريخ الفكر الفلسفي اإلنساني أم هناك أشكال فلسفية أخرى أليس للحضارة اإلسالمية والحضارة الغربية الحديثة والمعاصرة انتاجات فلسفية مثلت محطات أساسية في تطور الفكر الفلسفي تقديم أشرنا في المحور السابق إلى صعوبة تحديد تعريف عام للفلسفة وذلك ألنه ال وجود لفلسفة واحدة بل هناك عدة فلسفات متعددة بتعدد فالسفتها وهذا يعني أننا ال ندرس الفلسفة كما ندرس أي علم من العلوم بل إنما ندرس فلسفات الفالسفة أي أفكار ونظريات رجال عاشوا عبر التاريخ بمعنى أننا ال ندرس الفلسفة بل تاريخها والواقع أن الفلسفة وتاريخ الفلسفة جانبان مرتبطان من الصعب الفصل بينهما إن دراسة أفكار أي فيلسوف ما كثيرا ما تضطرنا إلى الرجوع إلى أفكار فالسفة آخرين سبقوه أو عاصروه بمعنى أن دراسة الفلسفة ال تعني في الحقيقة أكثر من دراسة تاريخها فما هو إamp84ن تار1610خ الفلسفة وماهي المحطات األساسية في تاريخ تطور الفلسفة ترافق تطور العلوم عند العرب والمسلمين ابتداء من القرن الثاني الهجري مع ظهور اهتمام بالفلسفات الشرقية واليونانية وللعمل على ترجمتها ما أدى إلى تشكيل حركة فلسفية قادها عدد من المفكرين المسلمين من العرب وغير العرب وأهمهم ابن رشد الذي دافع عن ضرورة دراسة الفلسفة وتعلمها الن الشرع يدعو إلى التعبير والتأمل في الموجودات ألنها تدل على وجود الصانع وبما أن الفلسفة ليست شيئا أكثر من النظر في الموجودات للوصول إلى وجود الصانع فان الفلسفة إذن ال تعارض الدين بل تدعمه وتؤيده وهذا هو رد ابن رشد على الغزالي الذي كفر الفالسفة ودعا إلى تحريم الفلسفة باعتبارها تخالف الشريعة وهناك عدة فالسفة مسلمين من أهمهم الكندي الفارابي ابن سينا ابن طفيل ابن باجة
هذا فيما يخص الفلسفة اإلسالمية أما الفلسفة الغربية فقد انقسم تاريخها إلى أربعة مراحل القديمة والوسطى والحديثة والمعاصرة وتمتد مرحلة الفلسفة القديمة من القرن السابع عشرقم إلى القرن الخامس الميالدي وتمتد مرحلة الفلسفة الوسطى من القرن الخامس إلى القرن السابع عشر أما الفلسفة الحديثة فتمتد حتى القرن التاسع عشر أما الفلسفة المعاصرة فتمتد من القرن العشرين إلى العصر الحالي الفلسفة القديمة كانت في معظمها يونانية وأعظم الفالسفة من العهد القديم كانوا ثالثة من اليونانيين في القرن الخامس والرابع قبل الميالد وهم سقراط وأفالطون وأرسطو حيث أثرت فلسفتهم في الثقافة الغربية المتأخرة أما فلسفة القرون الوسطى تميزت بالتطور بكيفية جعلتها جزءا من الالهوت النصراني وهكذا لم يبق للفلسفة اليونانية والرومانية من آثار سوى ما تركته من أثر على الفكر الديني وبعد القديس أوغسطين أشهر فالسفة العصور الوسطى كما انه في هذا العصر سادت منظومة فكرية تسمى بالمدرسية بين القرن الثاني عشر والقرن الخامس عشر والمدرسية تشير إلى منهج فلسفي لالستقصاء استعمله أساتذة الفلسفة والالهوت في الجامعات األولى التي ظهرت في أوربا الغربية ولقد نشأت هذه المدرسة نتيجة لترجمة أعمال أرسطو إلى الالتينية التي هي لغة الكنيسة النصرانية في العصر الوسيط فهذه األعمال حثت المفكرين آنذاك على التوفيق بين أفكار أرسطو الرئيسية والتوراة والعقيدة النصرانية إن أشهر المدرسين هو القديس توما االكويني حيث اجتمع في فلسفته فكر أرسطو والفكر الالهوتي حتى أنها أصبحت هي الفلسفة الرسمية الرومانية الكاثوليكية أما الفلسفة الحديثة فهي نتيجة لحركة ثقافية كبرى تسمى النهضة أعقبت نهاية العصور الوسطى وشكلت فترة انتقالية بين فلسفة القرون الوسطى والفلسفة الحديثة نشأت النهضة في إيطاليا نجمت عن إعادة اكتشاف الثقافة اليونانية والرومانية وأيضا للتقدم الكبير خاصة في مجال الفلك والفيزياء والرياضيات وأيضا لظهور النزعة اإلنسية التي أعادت اإلعتبار إلى اإلنسان ومجدته وبعد فرانسيس بيكون اإلنجليزي من أوائل الفالسفة المؤيدين للمنهج التجريبي العلمي وإلى جانبه رينيه ديكارت الفرنسي مؤسس الفلسفة الحديثة في ق17 خاصة في كتابه الشهير quotمقال في المنهجquot الذي عرض فيه رؤية جديدة في التفكير نقوم على النقد ومراجعة المعارف المكتسبة وضرورة تأسيس طريقة جديدة تقوم على قواعد محددة لتوجيه العقل الشك تقسيم المشكلة إلى أجزاء ترتيب األفكار مراجعة عامة للنتائج كما أنه أولى أهمية كبرى لألنا المفكر أي الوعي بالذات وقد تجلى ذلك في قولته الشهيرة quotأنا أفكر أنا موجودquot وإلى جانب ديكارت هناك فالسفة آخرين سبينوزا اليبنيز جون لوكدافيد هيوم إيمانول كانط هيجل ماركس نيتشه كل هؤالء الفالسفة ساهموا في تطوير الفلسفة الحديثة القائمة على العقالنية والتجريبية والجدلية أما الفلسفة المعاصرة أو فلسفة القرن العشرين فقد شهدت انتشار خمس حركات رئيسية اثنان منها الوجودية والظواهرية كان لهما تأثير كبير في بلدان أوربا الغربية أما الحركات الثالث األخرى الذرائعية البرجماتية المنفعية والوضعية المنطقية والبنيوية التفكيكية فقد مارست تأثيرها خصوصا في الواليات المتحدة األمريكية وبريطانيا في منتصف القرن العشرين أصبح تأثير الوجودية ملحوظا وذلك أن الحرب العالمية الثانية1939-1945 ولدت شعورا عاما باليأس والقطيعة من الوضع القائم هذا الشعور قد أفضى إلى اإلعتقاد بأن الناس عليهم أن ينشئوا القيم التي تليق بهم في عالم أصبحت القيم القديمة فيه عديمة الجدوى كما أن الوجودية تلح على القول إن األفراد
يجب عليهم أن يحددوا اختياراتهم وبذلك يعبرون عن شخصيتهم المتميزة ألنه ال توجد أنماط موضوعية تفرض على الفرد فرضا ويعتبر الكاتب الفرنسي جان بول سارتر أشهر الفالسفة الوجوديين أما الفلسفة الظاهرية فقد أنشأها الفيلسوف األلماني إدموند هوسرل الذي تصور أن مهمة الظاهرية وبالتالي مهمة الفلسفة تتمثل في وصف الظاهرة أي موضوعات التجربة الشعورية بصفة دقيقة وبكيفية مستقلة عن كل االفتراضات المشتقة من العلم ويعتقد هوسرل أن هذا العمل من شأنه أن يؤدي إلى إدراك الواقع إدراكا فلسفيا أما الفلسفة النفعية البرجماتية والتي يمثلها األمريكان وليم جيمس وجون ديوي فتؤكد أن المعرفة خاضعة للعمل وذلك أن اشتمال األفكار على المعاني والحقائق متعلق بمدى ارتباطها بالتطبيق أما الفلسفة الوضعية المنطقية نشأت في ڤيينا بالنمسا في العشرينات من القرن العشرين فتقول إن الفلسفة ينبغي أن تحلل منطق لغة العلم وهي تعتبر العلم المصدر الوحيد للمعرفة وتدعي بأن ما وراء الطبيعة ال فائدة منه اعتمادا على مبدأ إمكانية التحقق أي أن القول ال يكون له معنى إال إذا ثبت بالتجربة الحسية أنه مطابق للحقيقة ويعد البريطاني ألفرد جون أير من أكبر فالسفة المذهب الوضعي المنطقي المشكالت الفلسفية التقليدية تنحل تلقائيا أي أنها تزول بمجرد تحليل للعبارات التي صيغت أما الفلسفة البنيوية التفكيكية فقد حاولت أن توجد الحلول للمشكالت الفلسفية عن طريق تحليل مفردات اللغة ومفاهيمها كما حاولت بعض اتجاهات هذه الفلسفة أن تبرهن على أن بعض المشكالت الفلسفية التقليدية تنحل تلقائيا بمجرد تحليل العبارات التي صيغت بها ومن أشهر الفالسفة الذين مارسوا التفكيك والتحليل الفلسفي هناك برتر اندراسل ولود فيتجنشتاين المحور الثالث والرابع منطق الفلسفة والفلسفة والقيم غالبا ما توصف الفلسفة بأنها فعل من الوجود والمعرفة موضوع تفكيرها والسير في طريق الفلسفة يقتضي التساؤل والبحث عن منهج كفيل بتحقيق المعرفة الحقة فكيف يتم التفكير الفلسفي وماهو منطقه الخاص بالرغم من اختالف أشكال التعبير الفلسفي باختالف الفالسفة فإن الفلسفة تبدأ باالندهاش Ltonnement والدهشة كما يقول أرسطو هي التي دفعت الناس إلى التفلسف وكما يذهب إلى ذلك شوبنهاور فالدهشة من األمور المتعلقة بالموت واأللم والبؤس في الحياة كانت هي الدافع األقوى للتفكير الفلسفي والتفسير الميتافيزيقي للعالم إن االندهاش من الظواهر التي يعرفها الوجود خاصة تلك التي لم يستطيع اإلنسان أن يجد لها تفسيرا هي التي جعلته يتساءل أو بقول هيدغر quot إن اندهاش الفكر يعبر عن نفسه بالتساؤلquot لكنه تساءل يحتاج إلى أجوبة أكثر إقناعا خاصة إذا ماسلمنا مع شوبنهاور بأن الدهشة الفلسفية تفترض في الفرد درجة أعلى من التعقل بحيث ينقلب االندهاش من الوجود والعالم الذي الينفك يمثل لغزا لإلنسان في الفلسفة إلى مجموعة من األسئلة المترابطة في ما بينها وهذا يحيلنا إلى طبيعة السؤال الفلسفي وخصائصه ومميزاته ووظائفه صحيح أن كل الناس يتساءلون لكن السؤال العادي يفترض إجابة بسيطة ونهائيةلكن التساؤل الفلسفي يتميز بالقصدية والشك القبلي في الجواب كما يهدف إلى هدم االعتقاد القبلي في امتالك الجواب أو المعرفة وهو سؤال ليس منعزال بل ينتظم داخل تساءل فلسفي متناسق يجعل الجواب ذي طابع دقيق وبرهاني بحيث يتمظهر هذا الجواب الفلسفي في صيغة خطاب فلسفي ضمن خطابات أخرى متعددة لدى فهو يسعى إلى إثبات صدقيته وتماسكه المنطقي إن السؤال كخاصية أساسية للتفكير الفلسفي هو خاصية مالزمة لتاريخ الفلسفة وموجود منذ بداياتها إذ كان سقراط يرتكز في محاوراته أساسا على طرح األسئلة وذالك قصد بناء معرفة حقيقية بعيدة عن الوهم واالعتقاد البديهي
بامتالك حقائق األشياء وهو اعتقاد غالبا ما يحاربه الفيلسوف وذلك بوضع الحقائق بمحك الفحص والنقد الشئ الذي أدى إلى أن تنتج الفلسفة إحدى آليات فعل التفلسف quot الشك المنهجيquot على يد رينيه ديكارت فالشك يقتضي وضع كل األشياء موضع تساءل وذلك قصد الوصول إلى الحقيقة وبتعبير ديكارت إن أحكاما كثيرة تمنعنا من الوصول للحقيقة وتتشبث بنفوسنا تشبثا يبدوا لنا معه أنه من المحال أن نتخلص منها ما لم نشرع في الشك من جميع األشياء التي قد نجد فيها أدنى شبهة من قلة اليقين إن الشك كتجربة تعيشها الذات تجاه حقائق معينة يعمل على نقد وفحص أسس هذه األحكام وإعادة بناءها على أسس أكثر عقالنية على اعتبار أن العقالنية أساس من أسس فعل التفلسف فإذا كان الفيلسوف يتفلسف بدافع من اندهاشه ومن أجل المعرفة الحقة وبفعل شكه المنهجي فإنه يتفلسف كذلك انطالقا من ضرورة إعمال العقل والنقد أي أن التفلسف يقوم على النظر العقلي الذي يفحص موضوعه من أجل معرفته معرفة حقه فالعقل هو مصدر معارفنا أي إقامتها على معيار العقل والشئ غير العقل ال بد من اإلشارة إلى أن التفكير الفلسفي يخضع للصرامة المنطقية أي إلى وجود روابط عقلية بين المقدمات التي ينطلق منها الفيلسوف والنتائج التي يتوصل إليها هذا من جهة ومن جهة ثانية وجود عالقة منطقية بين نظريات الفلسفة سواء تعلق األمر بنظريات في الوجود أو المعرفة أو القيم فما هي القيم التي دافعت عنها الفلسفة يجيب إريك فايل على هذا السؤال بأن الفيلسوف يسعى إلى أن يختفي العنف بكل أنواعه المادية والرمزية من العالم ويقدم جون لوك إجابة أخرى مفادها أنه البد من المحافظة على كل الحقوق اإلنسانية والمدنية وذلك بإضافة العدالة إلى واجبات اإلحسان والمحبة فالفلسفة بهذا المعنى تسعى إلى إنتاج قيم إنسانية نبيلة ومثل عليا باعتبارها غاية قصوى للوجود اإلنساني مثل اإليمان باالختالف والحوار والتسامح ونبد التعصب واحترام حقوق اإلنسان كما تقف الفلسفة في مواجهة مسخ الوجود البشري والمس بقيمته وتشويه كينونته بسبب التقدم العلمي والتكنولوجي وهي إحدى الوظائف التي تبرر حضور الفلسفة فتتنبأ بمستقبل زاهر لها فكما يرى اريك فايل فالفلسفة تنتعش خالل الفترات التي بكل تأكيد هي فترات البؤس المطلق فالفيلسوف يقف بأسئلته محاوال إعادة النظر في الظواهر التي تعمل على تنميط اإلنسان وتشييئه وإن كانت تبدو بديهية للعامة إن الفلسفة تجعل من الوجود اإلنساني وقضاياه الميتافيزيقية موضوعا لها كما تجعل من نتائج المعرفة موضوعا للتأمل إضافة إلى ذلك فإن التفكير الفلسفي يهتم بالقيم وعلى المستوى المنهجي فإن للتفكير الفلسفي توابث تجعل منه تفكيرا متميزا عن باقي أنماط التفكير األخرى إنه تفكير يعتمد على الدهشة والتساؤل والشك المنهجي كما أنه تفكير نقدي و شمولي وعقالني ونسقي والذين يتساءلون عن دور الفلسفة وعن فائدتها اليوم إنما يعلنون عن سر الفلسفة من حيث هي خطاب ضد العنف بجميع أشكاله وضد تشيئ اإلنسان أمام التقدم العلمي والتكنولوجي وضد الخطاب الواحد وبهذا المعنى يمكن أن نردد مع اليفر ليمان quotإننا قد نكون على أعتاب مجتمع مابعد الحداثة إال أننا لسنا على أعتاب مجتمع ما بعد الفلسفةquot إعداد أحمد بلمغنية غزالن لنصاري عبد الوهاب لفيعا عائشة العاليم httpnetcourfreefr
تحميل

DOC

20006 مشاهدة.

Petit Ombre

Petit Ombre

أرسلت .



كلمات مفتاحية :
مجزوءة الفلسفة
مجزوءة الفلسفة wetud docs ...