مجزوءة السياسة


السياسةالحق والعدالة الحق بين الطبيعي والوضعي العدالة كأساس للحق العدالة بين المساواة واالنصاف - إن الحديث عن الحق يجرنا بالضرورة إلى الحديث عن العدالة وفي هذا السياق نتساءل كيف تتحقق العدالة وكيف تراوح مكانتها بين اإلنصاف والمساواة بعبارة أخرى هل تحقق العدالة يتم باالعتماد على اإلنصاف أي بإعطاء لكل ذي حق حقه ام يتم باالعتماد على المساواة يؤسس quot افالطونquot تصوره الشكالية العدالة بين االنصاف والمساواة اذيعتبر ان العدالة هي اساس المجتمع مادامت ترتبط بالواجب والشجاعة والحكمة لكن كيف يمكن ان تتحقق العدالة داخل المجتمع ينظر افالطون اال ان العدالة في المجتمع ترتبط بما يؤديه كل فرد من وضائف ومهام وادوار تكون مناسبة لقواه العقلية والجسدية والنفسية فليس من العدالة ان ننسب وضيفة او مهمة داخل المجتمع لفرد اليمتلك المؤهالت لمزاولتها فاالنصاف كل االنصاف ان تتناسب الوظائف والمهام االجتماعية تبعا لمؤهالت الفرد النفسية والجسدية والعقلية ومن ثم يجب ان يمارس النبالء والسادة مهام ترتبط بطبيعتهم العقلية كما على الجنود ان يمارسو مهامهم تبعا لطبيعتهم الجسدية في حين يبقى على العبيد ان يمارسو اعماال تتماشى مع طبيعتهم النفسية هكذا اذن فالعدالة االجتماعية ال ترتبط بالمساواة بين الناس بل عبر اإلنصاف الذي يراعي خصوصيته لألفراد ومؤهالتهم النفسية والعقلية والجسدية يؤسس التصور الفلسفي عند quotدافيد هييومquot حول اشكالية العدالة بين المساواة واالنصاف من خالل اعتبار العدالة شكال يحقق التوازن انها توسط بين العام والخاص بين الفرد والجماعة فالعدالة حسب quotدافيد هيومquot هي التي تمكن من تحقيق التوازن بين الحرية الفردية والحرية العامة فضال عن تحقيق التوازن بين المصلحة الخاصة والمصلحة العامة فالعدالة الحقه تلك التي تضع حدودا فاصلة بين ما هو عام وما هو خاص دون ان يقع ويحدث تعارض بينهما ينظم الفيلسوف األمريكي quot راولز quot الى مناقشة هذه االشكالية المتعلقة بمفهوم العدالة بين المساواة واالنصاف بحيث يعتبر ان العدالة قابلة للتحقق في مجتمع ديمقراطي تحكمه المؤسسات فالعدالة تتحدد من خالل المساواة والحرياتوذلك باعتبارها شكال يحقق االنصاف داخل المجتمع دونما أي تمييز بين المواطنين اللهم من خالل الكفأت و المهارات والقدرات التي تميز كل فرد عن االخر هكذا اذن تتحقق العدالة داخل المجتمع الديموقراطي - إذا كان الحق تلك القيمة األخالقية المعيارية التي يسعى اإلنسان إلى بلوغها وتحقيقها في المجتمع فان الحق يظل بعيدا عن المجتمع بحيث يتحول إلى قيمة ترتبط بما ينبغي أن يكون بدال من ما هو كائن إال أن المجتمع يظل مع ذلك في حاجة إلى عدالة تحفظ توازنه ووحدته وتماسكه إذن واعتبارا لهذا فكيف يتقاطع الحق مع العدالة يؤسس الفيلسوف الفرنسيquot أالنquot تصوره إلشكالية الحق والعدالة من خالل النضر إلى الحق ليس بوصفه قيمة معيارية يرتبط بما ينبغي أن يكون بدال من ما هو كائن فالحق ال يتخذ مصداقيته وشرعيته إال إذا ارتبط بالواقع بحيث تتمثل قيمة الحق في تلك القيمة التي يستمدها من سلطته وعدالته التي يجب أن يكون معترفا بها من قبل سلطة حاكمة فال يكفي اإلنسان أن يغلق تشبثه بحقه في شيء ما بل يجب أن يثبت بحقه ذلك من خالل سلطة حاكمة تعترف به له بعدالته ومصداقية حقه هكذا إذن يمكن للحق أن يتجسد في الواقع حينما يعترف به من قبل سلطة عليا لقد انتبه الفيلسوف و رجل الدولة الرومانيquot شيشرونquot إلى الفرق و التمييز بين العدالة الطبيعية و المؤسساتية فالعدالة الطبيعية تكرس الحق الذي نمجده بالعقل و تستحسنه فنكن له الحب و االحترام بخالف العدالة التي تكرس الحق المؤسساتي فالمؤسسات ال تعمل على إحقاق الحقوق بل تعمل على تفويت الحقوق على أصحابها ألنها تشتغل وفق قوانين وضعية أساسها المنفعة الشيء الذي يفضي إلى الظلم هكذا إذن فالعدالة الطبيعية حسب شيشرون هي العدالة الحقة أما العدالة المؤسساتية فهي عدالة باطلةفي هذا السياق يقولquot شيشرونquotال يوجد عبت اكبر من االعتقاد بأن كل ما هو منظم بواسطة المؤسسات أو قوانين الشعوب عادل ينطوي اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان على كونية هذه الحقوق بحيث ال يجوز تفويتها لطرف على حساب طرف آخر فمن خالل مواد هذا اإلعالن تتبين بأن الحق و العدالة يشكالن مفهومين متداخلين بحيث تشكل العدالة أساسا للحق و هذا ما يمكن أن نلمسه من خالل ضرورة تمتع كل الناس بجميع الحقوق و ذلك على قاعدة العدالة و المساواة دونما أي تمييز بين الناس من خالل اللون أو العرق أو الجنس أو الدين أو العقيدة الفكرية أو المذهبية هكذا ينطوي اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان على ضرورة التداخل بين مفهومي الحق و العدالة - اعتبارا لما سبق يمكننا أن نخلص حول إشكالية العدالة كأساس للحق إلى الخالصات التالية - حينما يرتبط الحق بالواقع فهو يحتاج إلى سلطة تدعمه فهو يستمد عدالته من خالل اعتراف سلطات قائمة في المجتمع بمكن التمييز بين الحق القائم على العدالة الطبيعية و الحق القائم على العدالة المؤسساتية حيث أن الحق القائم على العدالة الطبيعية يكون منصفا و عادال أما الحق القائم على العدالة المؤسساتية فيكون ظالما و باطال - إذا كان الحق قيمة أخالقية معيارية يسعى اإلنسان إلى بلوغها فان الحق كمفهوم فلسفي ظل يشكل بؤرة إشكالية تستوجب على عدة مفارقات ولعل أبرزها هي كيف تتقاطع داخل الخط ما هو طبيعي بما هو وضعي على أي أساس يقوم الحق هل على ما هو طبيعي أم على ما هو وضعي يؤسس quot توماس هوبزquot تصوره حول إشكالية الحق بين ما هو طبيعي وما هو وضعي انطالقا من رصده لمفهوم الحق الطبيعي في الحالة الطبيعية لإلنسان فما هي صفات ومالمح الحق الطبيعي يتحدد الحق الطبيعي حسب quot توماس هوبزquot من اعتباره حقا يتأسس على القوة المطلقة والحرية العمياء والشهوة والغريزة المتوحشة فهو إذن حق مطلق يكرس حق القوة وحق البقاء لألقوى إن هذا النوع من الحق يؤدي في آخر المطاف إلى حالة من الصراع والفوضى والعنف ما دام يخضع للمنطق والقوة والحرية والشهوة الشئ الذي يجعل الحريات والقوى تتعارض وتتصادم في ما بينها مم يخلق حالة من الحرب المفتوحة إنها quotحرب الجميع ضد الجميع quot كما يقول توماس هوبزإذن وبناءا على هذا فالحق الطبيعي هو حق يكرس حق القوة بدال من قوة الحق يساهم الفيلسوف الهولندي quot سبينوزاquot في هذا السجال المتعلق بإشكالية الحق بين ما هو طبيعي وما هو وضعي ثقافي واجتماعي إذ يرى إن اإلنسان شأنه في ذلك الشأن شأن باقي الحيوانات كان يحيى ويعيش وفق قوانين الطبيعة القائمة على القوة والبطش والصراع ضمن شريعة الطبيعة المتمثلة في قاعدة البقاء لألقوى غير إن اإلنسان وبدافع من العقل ومقتضياته اهتدى إلى التخلي عن الحالة الطبيعة المطبوعة بحق القوة ونزوع الشهوة لصالح الحالة المدنية السياسية المطبوعة بالتشريعات والقوانين الوضعية واألخالقية ينظم quotجون جاك روسو quot إلى مناقشة هذه اإلشكالية المتعلقة بمفهوم الحق بين ما هو طبيعي وما هو وضعي واجتماعي وأخالقي من اجل بيان تصوره يفترض quotجون جاك روسوquot وجود حاالت مر بها اإلنسان وهي ثالث حاالت 1 الحالة األصلية وهي حالة من المساواة والالتفاوتات بين الناس بحث كان يعيش أفراد العشيرة البدائية في حالة من الوداعة والسعادة والطيبوبة إذ لم يكن هناك من دافع إال اقتتالهما وتناحرهما 2 الحالة الطبيعية وهي حالة ارتبطت بظهور الملكية الخاصة التي خلقت أشكاال من التفاوت والالمساواة بين الناس الشيء الذي خلق حالة من العنف والسلطة النرهيب والصراع والتناحر بينهما فالحالة الطبيعية إذن هي حالة تكرس الحق الطبيعي القائم على حق القوة والعنف والبطش واالستبداد 3 الحالة المدنية السياسية أمام حالة الصراع والفوضى التي ميزت الحالة الطبيعية لإلنسان اهتدى هذا األخير إلى خلق مجتمع تسوده القوانين والتشريعات التي تأطر حيات الناس وتضمن أمنهم وسالمتهم وحياتهم واستقرارهم السياسةالدولة مشروعية الدولة وغاياتها طبيعة السلطة السياسية الدولة بين الحق والعنف تشتغل الدولة عبر عدة مؤسسات واجهزة لفرض السلطة والنظام العام بهدف الحفاظ على االمن والسلم والتعايش داخل المجتمع لكن كيف تمارس الدولة سلطتها هل انطالقا من الترهيب والتخويف ام انطالقا من العنف الالزم والضروري لبسط سيادة الدولة وهو مايسمى العنف المشروع يندرج quotماكس فيبرquot ضمن تصور السوسيولوجيا السياسية وهو تصور يسعى الى مقاربة اشكالية الدولة بين الحق والعنف حيث ينطلق quot فيبرquot من مقولة ماركسية مفادها quotكل دولة تنبني على القوة quot فتبعا لهذا نجد الدولة تستمد سلطتها من القوة التي تمارسها بهدف بسط هيبتها وسيطرتها الجل الحفاض على النظام العام واالستقرار االجتماعي حيث تشكل هذة القوة حكرا على الدولة وهذا ما دفع quot فيبرquot الى ان ينعتها ب quotالعنف المشروعquot فهو عنف تمارسه الدولة باسم القانون هكذا اذن تستمد الدولة سلطتها من القوة والعنف والتسلط اال انه عنف مشروع يمارس بأسم القانون تنخرط الباحثة الفرنسية quotجاكلين روسquot في السجال المتعلق باشكالية الدولة بين الحق والعنف وفي هذا االطار نجدها تميز بين نوعين من الدول فهناك الدولة التقليدية وهناك الدولة العصرية تتميز الدولة التقليدية بطبيعتها االستبدادية فهي دولة مطلقة وشمولية تختزل كل السلط في يد واحدة وهذا ما يجعل منها دولة مستبدة تمارس العنف والقهر على مواطنيها الذين يتحولون الى مجرد رعايا ووسائل في خدمة الدولة بخالف هذا تتحدد الدولة العصرية بطبيعتها الديموقراطية فهي دولة الحق والقانون انها تستمد مشروعيتها من الحق والقانون وذالك من خالل الفصل بين السلط و عبر احترام مواطنيها باعتبارهم ذوات عاقلة وأخالقية ان دولة الحق والقانون تنظر للمواطن كغاية في ذاته وبهذا تتحول الدولة إلى وسيلة لخدمة المواطنين ينتهي الفيلسوف الفرنسي quot بول ريكورquot في تصوره الشكالية الدولة بين الحق والعنف الى اعتبار ان الدولة هي تركيب تاريخي وعقالني انها تنطوي في ذاتها على مفاهيم العنف والقوة والسلطة ومفاهيم الحق والحرية والقانون فالدولة كمعطى تاريخي جسدت اشكال القهر والعنف واالستبداد وعبر هذه الوسائل ارسلت هياكلها غير ان الدولة التشكل فقط معطى تاريخي للقهر والعنف انها كذلك عقالني تقوم بتربية المواطن تربية اساسها الحرية والحق والقانون فالدولة في هذا المستوى تنظر إلى المواطن ككائن عاقل قادر على استيعاب مبادئها المتمثلة في الحق والحرية القانون وعليه فالدولة حسب بول ريكور هي تركيب تاريخي وعقالني ينطوي في ذاته على العنف والحق والقوة والقانون المتسلط والحرية ان الحدبت عن الدولة يدعونا الى التساؤل عن طبيعتها و عن طبيعة السلطة السياسية داختهافما هي طبيعة السلطة السياسية هل تستمد من السلطة التشريعية ام التنفيدية quot بندرج جون لوكquot ضمن فالسفة العقد االجتماعي شانه في ذلك شأن توماس هوبز ثم جون جاك روسو فقد بنا تصوره للدولة والسلطة والسياسة اعتمادا على مرورية العقد االجتماعي تنشأ الدولة حسب quotجون لوكquot انطالقا من تعاقدات اجتماعية تعبر عن إرادة األغلبية واذا كانت الدولة تنشأ عبر هذا التعاقب االجتماعي الذي يتنازل فيه االفراد عن جزء من حريتهم وقسط من قوتهم لصالح الدولة التي تتمثل في حكومة شرعية تمارس السلطة السياسية يندرج تصور quotمونتسكيوquot ضمن تصورات فالسفة االنوار حول الدولة و السلطة السياسيةفاذا كانت الدولة هي االطار القانوني للمجتمع المدني السياسي فعليها ان تحافض على توازن المجتمع من خالل الفصل بين السلط التي يختزنهاquot مونتسكيوquot في ثالت انواع من السلط هي السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية المتعلقة بحقوق الناس والسلطة التنفيذية المتعلقة بالحق المدني فاذا كانت السلطة التشريعية تسهر على سن القوانين او التشريعات فان السلطة التنفيذية من وضيفتها السهر على احترام الحقوق والحريات وذلك وفق مبدأ سياسي يثمثل في الفصل بين السلط حتى اليتحول الحاكم الى مشروع وقاضي الى منفذفمتى اجتمعت هذه السلط في يد واحدة او هيئة واحدة كان مآلها الضياع وانقلبت الى استبداد يندرج عالم االجتماع الفرنسي quotآالن تورين quot ضمن التصور السسيولوجي المعاصر الذي ينتقد طبيعة السلطة السياسية اذ يعتبر ان مفهوم الديمقراطية اليقف عند مستوى الشعارات التي تخفي ورائها نظما سياسية كليانية تتسم بالشمولية والقمع والتسلط ومصادرة حقوق الناس والغاء حريتهم فالديموقراطية الحقيقية هي التي تتجرد من الشعارات الفضفاضة لتكرس سياستها لخدمة الحقوق الثقافية والمدنية واالجتماعية للمواطنين فالديموقراطية الحقيقية تنهض المبادئ التالية - االعتراف بالحقوق االساسية التي ينبغي احترامها - االعتراف بالتمثيلية الشرعية والسياسية للمواطنين - االعتراف بحقوق المواطنة التي هي تعبير عن الحقوق االجتماعية بهذا فقط يمكن الحديث عن مفهوم صحيح للديموقراطية بعيدا عن السلطة السياسية الكليانية المتمثلة في الحزب الواحد والقائم على السطة المطلقة واالستبداد إن الحديث عن الدولة يدعونا بالضرورة إلى الحديث عن طبيعتها فما هي طبيعة الدولة ومن أين تستمد مشروعيتها وما هي غاياتها يؤسس quot جون لوك quot تصوره الشكالية مشروعية الدولة من خالل اعتبار ان تلك المشروعية التستمد من أي سلطة خارجية كما قد يعتقد في نظرية الحق االالهي التي ترى بأن مشروعية الحاكم تستمد من تفويض االهي ان مشروعية الدولة حسب جون لوك ومن خالل فلسفة العقد االجتماعي ل quot جون لوك توماس هوبز جون جاك روسو quot تنظر الى ان مشروعية الدولة تستمد من حشد الناس اليها وذلك بدافع من ضرورة حماية من الناس وسالمتهم وحرياتهم وممتلكاتهموهكذا اذن تستمد الدولة مشروعيتها من حاجة داخلية اليها ينخرط الفيلسوف الهولندي quotسبينوزاquot في هذا السجال المتعلق بمشروعية الدولة وغاياتها اذ يرى quot ان الغاية القصوى من تأسيس الدولة ليست السيادة او ارهاب الناس فالغاية الحقيقية من قيم الدولة هي الحرية quot نفهم من هذا الكالم ان الطبيعة االنسانية تتحدد بالحرية وعليه يتوجب على الدولة ان نجعل من غاياتها الحفاض على هذة الحرية وذلك بتطويرها وجعلها متالئمة مع مقتضيات العقل فالحرية التي يتحدث عنها quot سبنوزا quot ليست الحرية الطبيعية المطلقة العمياء والمتوحشة بل الحرية االخالقية التي التتعارض مع قوانين العقل واالخالق فهذه هي الحرية التي تشكل غاية الدولة ينظم الفيلسوف االلماني quot هيجل quot الى هذا الجدال حول طبيعة الدولة فيرى ان دور الدولة و وضيفتها اليتوقفان عن الحماية واالمن كما اليجسدان فرض السيادة على العنف و القمع واالكراه بل ان وضيفة الدولة تتمثل في اشاعة القيم الروحية والمبادئ العقلية وهي قيم عليا ومبادئ سياسية بالنسبة للمجتمع وذالك حتى يتمكن االنسان من الشعور بإنسانيتها تبعا لهذا نجد quotهيجلquot ينظر للدولة كروح موضوعية انها روح الشعب التي يتشبع بها الفرد ويستمد منها اخالقه وسلوكاته فالدولة اذن هي تعبير عن االخالق واالرادة العامة والروح العامة لالفراد وهي روح تشعر االنسان بخصوصيته وطبيعته االنسانية السياسةالعنف أشكال العنف العنف في التاريخ العنف والمشروعية - اذا كان العنف مرتبطا بالطبيعة االنسانية ومتجسدا في التاريخ االنساني بحيث اخذ عدة اشكال داخل هذا التاريخ نتسائل كيف يتم العنف في التاريخ وبالتالي من اين يستمد مشروعيته تتحدد مصادر مشروعية السلطة حسب quot ماكس فييبر quot انطالقا من ثالت مصادر يجملها في ما يلي 1 السلطة التقليدية وهي سلطة تستمد مشروعيتها من النمودج التقليدي الذي كان يشكل فيه الشيخ او االب او الراشد سلطة يستمدها من السلطة المعنوية بحث تشكل سلوكاته وافعاله نمودجا يجب على القاصر احترامه والخضوع له 2 السلطة الكارزمية وهي سلطة تستمد مشروعيتها من تلك الصفة الكارزمية التي تميز االنبياء والمفكرين او القادة والساسة المتهمين 3 السلطة التمثيلية وهي سلطة تستمد مشروعيتها من االنتخابات التي تفرز نخبا و منتخبا بطريقة ديموقراطية ولعل هذا الشكل من السلطة هي مايجب ان يطبع الدولة الحديثة اذن واعتبارا لهذا فمصادر السلطة حسب quotماكس فييبرquot تتعدد ومن تم تتعدد مشروعيتها يأخذ العنف حسب quot جوليان فرويدquot عدة اشكال فهو يراوح مكانه بين العنف والمشروعية وهذا ما يفهم من خالل الدولة التي تسعى الى الهيمنة والسلطة باستعمال ما يسميه quotماكس فييبر quot العنف المشروع تستعمل الدولة من اجل شرعنة العنف جملة من الوسائل المتمثلة في االسرة والتربية واالقتصاد وكل ذلك يتم باسم الديموقراطية و القانون فمن احداث التوازن في المجتمع تسعى الدولة الى عقلنة وشرعنة العنف وذلك باسم الديموقراطية والقانون يبني السوسيولوجي االمريكي quotرالف لنتون quot تصوره حول العنف من خالل اشكالية العنف والمشروعية داخل المجتمع اذ يرى ان اساس العنف في المجتمع يرتبط بالمنازعات االجتماعية التي يمكن ان تتخذ شكال فرديا او شكال جماعيااال ان العنف كمظهر من مظاهر العدوان في االنسان نجد المجتمع يرفضه بل يعمل نبذه عبر السخرية من ممارسه ومرتكبه غير ان العنف الذي ياخذ شكل عراك او شجار عفوي يرفضه المجتمع تتحول اداة العنف الى عنف مقبول اجتماعيا وذلك حينما يتحول الى عنف مقنن بجملة من القواعد تجعل منه عنفا مشروعا وهذا ما يتمثل في اشكال العنف التي يتبناها المجتمع كفرجة تخضع للتشجيع والتحفيز والتحميسهكذا اذن يراوح العنف مكانه داخل المجتمع بين الرفض والقبول بين العشوائية والتقنين - تأسيسا على ما سبق يمكننا ان نستشف بان العنف يتجدر في الطبيعة االنسانية ومن تم فهو مرتبط بالتاريخ االنساني غير ان العنف قد وجد في المجتمع اشكاال من القبول واخرى من الرفض اال ان ابرز شكل لممارسة العنف هو ذلك الذي تمارسه وتحتكره لنفسها باسم القانون والحفاظ على وحدة المجتمع وتماسكه - اذا كان العنف هو ذالك النزوع العدواني الطبيعي في االنسان والذي تقوده رغبة في تدمير اآلخر فانه قد اخذ أشكاال متعددة في التاريخ فكيف ارتبط العنف بالتاريخ االنساني يؤسس الفيلسوف االنجليزي quot توماس هوبزquot تصوره حول اشكالية العنف في التاريخ انطالقا من الوقوف عند طبيعة النفس االنسانية التي يعتبرها طبيعة شريرة مسكونة بالعنف والعدوان واألنانية لقد كانت الحالة الطبيعية لإلنسان حالة مطبوعة بالصراع والنزاع والفوضى انها حالة تجسد quot حرب الجميع ضد الجميع quot غير ان هذه الحالة لم تختفي تماما حينما انتقل اإلنسان إلى الحالة المدنية السياسية التي اتسمت بظهور الدولة فبالرغم من وجود الدولة ظل االنسان يعيش حالة من العنف تتجلى باالساس في نزوعه الدائم الى النزاع والصراع والحرب نفهم من هذا ان العنف يسكن في التارخ البشري منذ الحاالت البدائية االولى لالنسان الى الحاالت االكثر تحضرا ينخرط الفرنسي quotبيير فارنييه quotضمن هذا السجال المرتبط باشكالية العنف في التاريخ اذ يرى ان العنف متجدر في التاريخ فهو يتم عادة من اجل السيطرة والنفوذ وتدمير االخر ومادام العنف يشكل حاجة انسانية فان اإلنسان قد يسعى إلى تقنينه باسم االخالق وهكذا فكل الحروب التي عرفها التارخ االنساني تمت باسم االخالق بالرغم من ان الحرب في حد ذاتها هي فعل بشع ال اخالقي هكذا اذن يأخذ العنف مستوى من الشرعية والمصداقية حينما يتم باسم االخالق ودفاعا عنها اذن كل حرب هي ملزمة برفع شعار االخالق من اجل تبرير اهدافها ودوافعها ينظم عالم االجتماع البريطاني quot انطوني جيدنزquot الى هذا السجال حول طبيعة واشكال العنف في التاريخ فاذا كانquot توماس هوبزquot قد ربط العنف في التاريخ بالطبيعة االنسانية الشريرة التي تنزع دوما الى الصراع والحرب وكذاquot بيير فارنييه quot قد ربط العنف باالخالق فهو يمارس دائما باسم شعارات اخالقية فان quotجيدنزquot يعتبر ان العنف مورس في التارخ باسم الشرف وهكذا فمعظم النزاعات والصراعات بل والحروب تمت باسم الشرف وهذا ما جعل من المرأة في المجتمعات االبوية تشكل مصدرا للعار و هذا ما جعل منها موضوعا للعنف و مصدرا له في نفس الوقت - استنادا إلى ما تقدم يمكننا ان نخلص الى القول بان العنف قد ارتبط بالتاريخ االنساني النه يرتبط بالطبيعة االنسانية وهكذا فقد تجسد العنف في التاريخ واخذ اشكاال تاخذ شكل النزاعات والصراعات والحروب يتم تقنيتها اجتماعيا اما باسم االخالق او باسم الشرف - الحديث عن العنف بجرنا إلى التساؤل عن طبيعته في اإلنسان و عن أشكاله في التاريخ اإلنساني فاذا كان العنف هو شكل من االستعمال السيئ للقوة وذلك بدوافع عدوانية تدميرية تسعى إلى إخضاع اآلخرين فما هي أشكال العنف وهل العنف يرتبط بالطبيعة اإلنسانية أم انه مجرد معطى مكتسب يرتبط بحيثيات ومالبسات الظروف التي يحياها اإلنسان ينطلق الفيلسوف األلمانيquotاريك فروم quot في تصوره لمفهوم العنف من خالل النظر إلى العنف كنزعة قومية تدميرية كامنة في اإلنسان وتشتغل من خالل تفاعلها مع معطيات و مالبسات خارجية فالعنف إذن يرتبط بالطبيعة اإلنسانية من حيث هو رغبة في تدمير اآلخر وتعطش للدماء وشغف بالتحطيم فاإلنسان إذن من خالل طبيعته هو كائن عدوانيلقد ارتبط العنف باإلنسان منذ القدم فعبر عنه بأشكال ترتبط بممارسات وشعائر طقوسية تأخذ منحى دينيا تارة ومنحى سياسيا أو حربيا تارة أخرى هكذا إذن يرتبط العنف بالطبيعة اإلنسانية باعتباره نزعة تدميرية يؤسسquot فرويدquot تصوره حول إشكالية العنف انطالقا من مرجعية التحليل النفسي بحيث يعتبر أن العنف سلوك طبيعي في اإلنسان يعبر عن نزوعه العدواني الذي يأخذ شكال فرضيا حينما يرتبط بغرائز الفرد العدوانية و هي غرائز ترتبط بالتهديد و االنهيار و التدمير كما أن العنف يأخذ شكال جماعيا حينما يرتبط بالنزوع العدواني للجماعات أو الطوائف أو الشعوب التي تضطهد اآلخرين بغزواتها و حروبها رغبة منها في السيطرة و اإلخضاع إذن حسب فرويد فالعنف نزوع عدواني عند اإلنسان يعبر عن رغباته وغرائزه المتمثلة في حب التملك و السيطرة و تدمير اآلخر ينظم عالم االجتماع الفرنسيquot بودريارquot الى االشكال المتعلق باشكال العنف فيرى ان العنف متجدر في الطبيعة اإلنسانية فهو قد يأخذ اشكال الحروب كالحرب العالمية االولى او الثانية او الحرب الباردة غير انه يأخذ كذلك شكل االرهاب الذي هو تعبير عن نزوع ال اخالقي وشرير يهدف الى تدمير االخر غير ان هذا الشر قد يواجه بشر اعنف منه وذلك ضمن ثنائية انسانية ابدية هي ثنائية الخير والشروهكذا اذن يأخذ العنف منحى طبيعي النه يرتبط بالطبيعة االنسانية - نستشف مما سبق ان العنف في التاريخ يتخذ اشكاال متعددة وهي اشكال تعبر عن الطبيعة العدوانية لالنسان فالعنف هو نزع تدميرية تعبر عن رغبة االنسان في السيطرة والسيادة والتهديد والتدمير انه كما يقور quotفرويدquot نزوع طبيعي عدواني في االنسان هذا النزوع الذي قد يأخذ مظهرا فرديا او جماعيا حينما تحاول جماعة انسانية ابادة جماعة اخرى
تحميل

PDF

25044 مشاهدة.

MĭĐǿ Claÿen

MĭĐǿ Claÿen

أرسلت .



كلمات مفتاحية :
مجزوءة السياسة
مجزوءة السياسة wetud docs ...